کل مجرد عقل و عاقل و معقول
أما أنه عقل فلأنه لتمام ذاته- و کونه فعلیة محضة لا قوة معها- یمکن أن یوجد و یحضر لشیء بالإمکان- و کل ما کان للمجرد بالإمکان- فهو له بالفعل فهو معقول بالفعل- و إذ کان العقل متحدا مع المعقول فهو عقل- و إذ کانت ذاته موجودة لذاته فهو عاقل لذاته- فکل مجرد عقل و عاقل و معقول- و إن شئت فقل إن العقل و العاقل- و المعقول مفاهیم ثلاثة منتزعة من وجود واحد-.
و البرهان المذکور آنفا کما یجری فی کون- کل مجرد عقلا و عاقلا و معقولا لنفسه- یجری فی کونه عقلا و معقولا لغیره-.
فإن قیل لازم ذلک أن تکون النفس الإنسانیة لتجردها- عاقلة لنفسها و لکل مجرد مفروض و هو خلاف الضرورة-.
قلنا هو کذلک لو کانت النفس المجردة- مجردة تجردا تاما ذاتا و فعلا- لکنها مجردة ذاتا و مادیة فعلا- فهی لتجردها ذاتا تعقل ذاتها بالفعل- و أما تعقلها لغیرها فیتوقف على خروجها- من القوة إلى الفعل تدریجا- بحسب الاستعدادات المختلفة التی تکتسبها- فلو تجردت تجردا تاما و لم یشغلها تدبیر البدن- حصلت له جمیع التعقلات حصولا بالفعل- بالعقل الإجمالی و صارت عقلا مستفادا-.
نهایة الحکمة/علامه ی طباطبائی/جامعه ی مدرسین/1422 ه ق/ص 318