بین واحد و کثیر تقابل مصطلح وجود ندارد .
بین واحد و کثیر تقابل مصطلح وجود ندارد .
- اختلفوا فی التمانع الذی بین الواحد و الکثیر- حیث لا یجتمعان فی شیء واحد من جهة واحدة- أ هو من التقابل بالذات أم لا- و على الأول أ هو أحد أقسام التقابل الأربعة- أم قسم خامس غیر الأقسام الأربعة المذکورة- و على الأول أ هو من تقابل التضایف- أم من تقابل التضاد- و لکل من الاحتمالات المذکورة قائل- على ما فصل فی المطولات-.
و الحق أنه لیس من التقابل المصطلح فی شیء- لأن قوام التقابل المصطلح بالغیریة الذاتیة- التی هی تطارد الشیئین المتقابلین و تدافعهما بذاتیهما- و من المستحیل أن یرجع الاختلاف و التمانع الذاتی- إلى الاتحاد و التآلف- و الواحد و الکثیر لیسا کذلک- إذ الواحد و الکثیر قسمان- ینقسم إلیهما الموجود من حیث هو موجود- و قد تقدم أن الوحدة مساوقة للوجود- فکل موجود من حیث هو موجود واحد- کما أن کل واحد من حیث هو واحد موجود- فالواحد و الکثیر کل منهما مصداق الواحد- أی أن ما به الاختلاف بین الواحد و الکثیر- راجع إلى ما به الاتحاد- و هذا شأن التشکیک دون التقابل-.
فالوحدة و الکثرة من شئون تشکیک الوجود- ینقسم الوجود بذلک إلى الواحد و الکثیر- مع مساوقة الواحد للموجود المطلق- کما ینقسم إلى الوجود الخارجی و الذهنی- مع مساوقة الخارجی لمطلق الوجود- و ینقسم إلى ما بالفعل و ما بالقوة- مع مساوقة ما بالفعل لمطلق الوجود-.
على أن واحدا من أقسام التقابل الأربعة- بما لها من الخواص- لا یقبل الانطباق على الواحد و الکثیر- فإن النقیضین و العدم و الملکة- أحد المتقابلین فیهما عدم للآخر- و الواحد و الکثیر وجودیان- و المتضایفان متکافئان- وجودا و عدما و قوة و فعلا- و لیس الواحد و الکثیر على هذه الصفة- و المتضادان بینهما غایة الخلاف- و لا کذلک الواحد و الکثیر- فإن کل کثیر عددی قوبل به الواحد العددی- فإن هناک ما هو أکثر منه- و أبعد من الواحد لعدم تناهی العدد- فلیس بین الواحد و الکثیر شیء من التقابلات الأربعة- و القسمة حاصرة فلا تقابل بینهما أصلا.
نهایة الحکمة/علامه طباطبائی/جامعه مدرسین/1422 ه ق /ص 197