حدیث قرب نوافل و معنای آن
الأول: ان یراد ان العبد إذا فعل ذلک أدرکه اللّه تعالى بلطفه الزائد و عنایته الشاملة بحیث لا ینظر الى غیر ما یرضى اللّه و لا یستمع الى غیر ما فیه رضاه و لا ینطق و لا یبطش على نحو ذلک ذکر هذا بعض مشایخنا.
الثانی: أن یکون المعنى من أحببته کنت ناصره و مؤیده و معینة و مسدده و الدافع عنه کسمعه و بصره و لسانه و یده.
الثالث: ان یکون المعنى فإذا أحببته أحبنی و أطاعنی فکنت عنده بمنزلة سمعه و بصره و لسانه و یده فی المحبة و الاحترام و العزة و الإکرام و هذا شائع فکثیرا ما یقال فی الشیء المحبوب هو أحب الى و أعز عندی من سمعی و بصری. قال السید الرضى و ان لم یکن عندی کسمعی و ناظری فلا نظرت عینی و لا سمعت أذنى و مثله کثیر جدا
الرابع: أن یکون المعنى إذا فعل ذلک أحببته و وفقته فصار لا یستعین الا بى و لا یعول فی المأمول و المحذور الا علىّ کما ان من دهمه أمر مشکل استعان بسمعه و بصره و غیرهما و فی تمام الکلام اشعار بذلک و هذا قریب من الثانی و بینهما فرق لا یخفى.
الخامس: أن یکون المعنى کنت بمنزلة سمعه و بصره و لسانه و یده فی الحضور عنده و القرب منه و عدم التأخر عن مراده و البعد عنه من غیر إرادة الحقیقة من الحضور فی القرب بل بمعنى العلم و الاطلاع و القدرة و الإحسان و نحو ذلک مثله فی الکتاب و السنة کثیر من الألفاظ التی یتعذر حملها على حقائقها فی هذا المقام و أما ما فهمه الصوفیة من مثله و حملوه على الحلول و الاتحاد فقد صرح العلامة و سائر علمائنا بأنه کفر و الأحادیث المتواترة عن أئمتنا علیهم السلام دالة على ما قالوه و اللّه أعلم.
الفوائد الطوسیة،فائدة (26) ص: 81
- ۹۱/۰۸/۱۳